يوم السبت 13 ماي الماضي، و في جو مليء بالمنع و المضايقات المخزنية، احتفلت جمعية أناروز بدمنات بالذكرى 37 للربيع الأمازيغي، مستقبلة البطلين حميد أعطوش و مصطفى أوساي، المعتقلين السياسيين السابقين للحركة الأمازيغية.
ابتدأت الأحداث عندما أقدم قائد المقاطعة الأولى (اليوم الذي يسبق الاحتفال) على نزع اللافتة المعلقة على حائط دار الشباب الواقع على الشارع الرئيسي للمدينة، ممزقا إياها بطريقة هستيرية (بشهادة المارة)، لا مسؤولة ولا قانونية، مجيشا بعدد من القوات المساعدة و الشيوخ … و في غفلة من أعضاء الجمعية الذين كانوا بالداخل بصدد الإعداد للحفل، و دون إخبار مسبق للجمعية على عزمه أو قراره. تصرف لاقانوني ينم على حقد دفين شخصي من طرف “مسؤول” للدولة حري به الحفاظ على أمنها و استقرارها، و أن يكون قدوة في تطبيق القانون و حماية الحقوق، بما فيها الثقافية، تطبيقا لدستورها.
انتقل بعض أعضاء الجمعية على عجل إلى مقر باشوية دمنات للاستفسار لدى السيد الباشا الذي أكد أن إزالة اللافتة كان بقرار من جهات أعلى لاحتوائها على عبارات ترفضها هذه الجهات. أما طريقة تعامل القائد من جهته مع تنفيذ القرار فلم يجد له مبررا. و في نفس الوقت اشتعلت المواقع الاجتماعية بعبارات التنديد و الشجب من طرف المناضلين من كل الجهات، إضافة إلى العديد من المواقع الإخبارية، و عبر العديد عن عزمهم القدوم في الغد للمشاركة في الاحتفال و مؤازرة الجمعية، و حج الشباب من المناطق القريبة و حضروا الاحتفال الذي كان لهذه الواقعة اللامسؤولة الفضل في إشهاره على نطاق واسع.
في الغد ، و قبل انطلاق المحاضرة بقليل، و قف مدير دار الشباب بدوره مانعا تعليق لافتة مماثلة على طاولة المحاضرة، مدعيا أنها نفس اللافتة الممنوعة سلفا من طرف السلطة و بالتالي لا يجب تعليقها أيضا في القاعة . الأمر الذي تصدى له المناضلون جملة و تفصيلا، و قرر الجمع الاستماتة و عدم التنازل عن الحق في التعبير الذي يضمنه الدستور، و بقيت اللافتة مكانها و انطلق النشاط في جو مشحون بالمنع اللاقانوني و التصرفات اللامسؤولة، وتم استقبال المناضلين الكبيرين رغم ذلك بحرارة عالية و وسط حضور مكثف ، وتحت هتافات بالشعارات النضالية الأمازيغية تنديدا و شجبا و مطالبة بصون حقوق المواطن المغربي و حريته فوق أرضه.
ابتدأت المحاضرة، التي سيرها الدكتور مصطفى القادري، في جو من الاستنكار الشديد من المحاضرين للوقائع، حيث أكد المسير في البداية على ضرورة المحافظة على المكتسبات و أهاب بالسلطات المحلية إلى ضرورة تحكيم العقل و حجة القانون فوق أي تصرف شخصي و التعامل بسلاسة مع القضية الأمازيغية باعتبار مطالبها تصب في اتجاه تكريس مبادئ الدستور بإحقاق دولة الحق و القانون و اعتبار الهوية الأمازيغية للمغرب كلا لا يتجزأ. كما ذكر بشهداء القضية الأمازيغية و تضحيتهم في سبيل الحرية و في سبيل مغرب أفضل، و أشاد بالنضالات السلمية للحركة الأمازيغية عبر تاريخها و بأمكاناتها الشخصية المتواضعة في مقابل إمكانات المعارضين لها و سلطتهم المسخرة ضدنا. ثم أوصى السلطات بالتعامل بتعليمات كتابية و ليس شفوية لأن في ذلك خطرا قانونيا و مسا بكرامة الإنسان . ( تفاصيل المحاضرة في مقال تقريري قادم ).
و أعقب المحاضرة حفل توقيع الكتابين المؤلفين من طرف المعتقلين السياسيين ثم أمسية فنية ثقافية متنوعة شارك فيها شباب مناضلي الجمعية من موسيقيين و مسرحيين، تم بعدها تكريم البطلين مصطفى أوساي و حميد أعطوش في جو من الأخوة الأمازيغية .
سمير نايت ويعزان